U3F1ZWV6ZTI3MjY3NjIwOTE3X0FjdGl2YXRpb24zMDg5MDQ1MjQ4NTY=
recent
أخبار ساخنة

عثمان ميرغني يكتب : ولماذا كل هذا الوقت ؟

عثمان ميرغني يكتب : ولماذا كل هذا الوقت ؟

عثمان ميرغني يكتب : ولماذا كل هذا الوقت ؟

لا أسأل أصالة عن نفسي، بل نيابة عن الشعب السوداني الذي سعد نهار أمس وشق السماء بمزامير الفرح بعد توقيع الوثيقة الدستورية بالأحرف الأولى وتدشين العبور رسميا للمرحلة الجديدة.. باسم هذا الشعب النبيل الصابر، أضع هذا السؤال.. لماذا الانتظار حتى آخر الشهر لتدشين الحكومة المدنية التي من أجلها أُريقت أنهار الدماء وشلالات الدموع؟

حسب الجدول الذي اتفق عليه الطرفان؛ قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري، يوقع بصورة نهائية على الاتفاق يوم 17 أغسطس، أي بعد أسبوعين كاملين من اليوم، ثم يعين مجلس السيادة في اليوم التالي، ثم يعين رئيس الوزراء ويمهل اسبوعا لاختيار حكومته، وأخيرا يلتئم شمل الحكومة في أول اجتماع في الفاتح من سبتمبر 2019..

أضعنا حوالي أربعة أشهر منذ انتصار الثورة في 11 أبريل 2019، ونحن في أمسِّ الحاجة لكل ساعة بل كل دقيقة من عمرنا الوطني لأننا متأخرون جدا، ومتأزمون جدا، وينتظرنا عمل كبير جدا، فلماذا نتصرف بمنتهى الأريحية وكأنما بلادنا تنعم بالاستقرار والرفاهية؟ لماذا ننتظر شهرا كاملا لمجرد أن البعض يرغب في التمتع بعطلة عيد الأضحى..

بالله عليكم، ألم يكن من الحكمة أن نحتفل بإعلان المجلس السيادي ومجلس الوزراء بدلا من إضاعة الوقت بتأجيل التوقيع النهائي في انتظار مراسم الاحتفاء به؟

صحيح يسعدنا بل ويشرفنا أن يشاركنا الزعماء والقادة والشخصيات والدول التي وقفت معنا في ساعة العسرة، وهذه قد يتطلب ترتيبات بروتكولية تستغرق بعض الوقت، لكن الأصح أنه لدينا ثلاث مناسبات متراكبة، الأولى التوقيع النهائي، والثانية إعلان مجلسي السيادة والوزراء والثالثة أول اجتماع مشترك يجمع السيادة والوزراء كلها مناسبات تصلح لتكون احتفالا بتدشين المرحلة الانتقالية.. والأجدر أن نبدأ فورا في الترتيبات ونترك الاحتفال للحظة التاريخية عندما ندشن هياكل الحكم..
فضلا اضغط  
<><>
ألم يكن مناسبا – مثلا- أن يكون الاحتفال عند أداء مراسم القسم.. فهي لحظة تاريخية أكثر ابهارا من التوقيع.. خاصة إذا استجيب لما كتبته هنا من قبل وأجريَت مراسم أداء القسم في ساحة مكتبة جامعة الخرطوم، رمز فخرنا الوطني ومنارة تاريخنا المستنير.. فنضرب عشرة عصافير بحجر واحد.. نخلد الجامعة، ونلفت الأنظار لما تحتاجه الآن بعد أن اجتاحها التخريب والدمار الشامل يوم فض الاعتصام..

الفراغ الدستوري الذي يكابده السودان الآن خطير للغاية، وأي ساعة تمر فيه تحمل مخاطر جسيمة مجهولة.. فلماذا نمدد مساحات الفراغ كل هذا الوقت الغالي؟

على كل حال، يبدو أن أكبر معضلة ستواجه نهضة بلادنا، هي الإحساس بقيمة الوقت.
تعديل المشاركة
عثمان ميرغني يكتب : ولماذا كل هذا الوقت ؟

Ahmed Abdelgadier

تعليقات
    ليست هناك تعليقات
    إرسال تعليق

    إرسال تعليق

    الاسمبريد إلكترونيرسالة